السبت 23 نوفمبر 2024

حكاية افريدون وإبن الملك

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

حكاية أفريدون إبن الملك و روكسانا

من زمن الخيال

روكسانا تنقذ حياة الملك ( الحلقة 2 )

سار موكب الملك إلى خراسان ،ولم يعلم أفريدون بما يدبره أباه ،لما وصلوا أقيمت الولائم والمآدب ولما جاء الأمير للجلوس على الطاولة الكبيرة وجد بجانبه بنتا في غاية الجمال ،وأثناء الأكل بدأ يحادثها وعلم منها أنها شيرين بنت الحاكم ،ولكن إهتمامها به قل لما رآها تهين العبيد الذي يخدمونها على المائدة ،وكان أبوها ماهان ينظر، ولا يقول شيئا ،أمّا هي فلا تخجل حتى من الملك نفسه ،لما إنتهى الطعام سأل الملك إبنه عن تلك الفتاة وإن كانت قد أعجبته، فطن الأمير لمقصد أبيه ،وأجابه من لا يحترم الضعيف فلا خير فيه ،وصاحب التّاج بحاجة لغيره مهما بلغت قوته !!! 

حكّ الملك رأسه ،وأجاب :ذلك صحيح ،لكن لا يجب الحكم عليها من تصرّف واحد ،قد يكون لها مزاياها أنصحك بالجلوس معها مرة أخرى وبعد ذلك نتكلم لكن الأمير رد لا أريد الزواج فأمامي أشياء كثيرة لأتعلمها ،ثم سلّم على أبيه وانصرف ،فڠضب الملك ،وقال هذا اللئيم يستخف بي ،وسيتزوّجها رغم أنفه .أمّا شيرين فلمّا سألها أبوها عن الأمير، أجابته: إنه لا يصلح للحكم لتلطّفه مع عبيدها ،ولو صار ملكا لاجترأت عليه العامّة ،وفي الأخير فهم الملك أنّهما لا يليقان ببعض ،فرجع إلى المدائن عاصمة ملكه، وقال لامرأته :لقد أفسدت تربية إبنك ،وشيرين معها حقّ ،فليس له شيئ من همّة الأمراء والأكابر ،وهو يدور في الأزقّة دون حرس ،ويأكل في الأسواق مع العامّة !!! ويحه ،كيف سيكون ملكا من بعدي ؟ رمقته زوجته ،وردّت عليه: على الأقل الناس تحبه ،ولا يفكر أحد في إيذائه على عكسك أنت ،فقد صنعت العداوة مع كل من حولك !!! قال لها : ومنذ متى صارت النّساء تفهم في السّياسة ،فلو أرضينا جميع النّاس، لما وجدنا حتى هذه العربة لنركب فيها .
أمّا روكسانا فعلمت بخروج موكب الملك ،ومعه الأمير ،فخاڤت أن تكون هذه الرحله لخطبة أحد الأميرات خصوصا والناس تتحدث عن قافلة من الهدايا وفيها العطور والحرير، فصارت تأتي كعادتها وتجلس أمام القصر وهي تعد الأيام لرجوع حبيبها ،وبينما هي جالسة لاحظت وجود إمرأة غريبة تجلس قريبا منها وكانت تغطي عينيها بعصابة ،وتطلب الصّدقة ،لكن بغريزها أحسّت أنّها تدبر شيئا ،وهي تتصنّع الفقر ،فقد كانت قوية البنية ويداها نظيفتان وكانت دائما تتحّسس جرابا بجانبها ،وتعوّد الحرس على وجودها قرب القصر ،بل منهم من صار يتصدّق عليها،لكن لم يشكّ أحد بأنّها من جماعة الكاهنة رزان ،وبعد أيام رجع الموكب، وكان الملك يطل برأسه من العربة وفي هذه اللحظة أخرجت المتسولة من الجراب قوسا ، وصوبته ناحية الملك، ثم أطلقت سهما الذي صفّر في الهواء ،ودون أن تشعر جرت روكسانا وارتمت في طريق السهم فأصابها في جنبها ،وسقطت البنت على الأرض دون حراك .
أمّا المتسولة، فرمت العباءة القڈرة التي ترتديها ،وقفزت على أسطح المنازل بخفة الفهود ،وغابت عن الأبصار ،وعمّت الفوضى، وكثر الصّراخ ،ولمّا جاء الأمير ليرى تلك الفتاة ،عرفها فقد كانت روكسانا ،فبكى عليها ولم يجد الملك بدّا من حملها للقصر وعلاجها ،بعد أن رأى جزع أفريدون عليها،جاء الأطباء وقالوا حتى ولو نجت الفتاة من الچرح فالسم الذي في السهم سيقتلها ،وهم لا يعرفون له علاجا ،أما أم روكسانا فلما جاء الليل ولم ترجع إبنتها بدأت في لطم وجهها ،وجاء الجيران وأخبروها ما حدث ،فصاحت إذن هي تعشق الأمير ،وقد رجع عليها هذا الحب بالوبال فما لنا ولهؤلاء ،لا هم من طينتنا ولا نحن من طينتهم ،ثم غطت رأسها وخرجت تجري إلى القصر وقد علا نحيبها فلم يبق لها من الدنيا إلا تلك البنت بعد أن ماټ زوجها وإثنان من أبنائها في وباء أصاب عاصمة المملكة منذ سنوات ،وأهلك خلقا كثيرا ...
 3

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات